لا يا سادة .. أمريكا التي عشت بها ست سنوات
من عمري لم تكن جميلة يومًا .. بها الكثير من التحضر وبها الكثير من الأشياء التي
نفتقر لها .. لكنها تفقد شيء يضيع محاسنها الكثيرة ..
طوال تلك الفترة .. لم أرى الدين يومًا على
حقيقته .. فأنا في رحاب بلد نصراني .. فكنت أقول لنفسي يكفي أنه يؤمن بوجود إله
خلقهم .. لكنني للأسف كنت مخطئًا بذلك .. فالأكثيرية حسب عشرتي معهم أصبحت تستهزأ
حتى بدينهم .. في كل برنامج أو فيلم أشاهده –تقريبًا- لابد وأن يسخروا على ربهم –
والعياذ بالله- أو يستهزأو برسولهم .. ماتت الغيره .. ومات حب الدين في قلوبهم .. أما
شعبهم يرون أن من حرية التعبير أن يسخر
الآخرين من دينهم.. ولا حق لهم بالرد عليهم .. فهذه هي حرية التعبير .. وهذه هي
حرية الفكر .. لكل شخص له الحق بما يعتقد وما يظن ..
ذاك الفكر المريض .. أصبح مهووسًا بالدين
الإسلامي .. فحاولوا قدر المستطاع أن يستهزؤوا برسوله .. وكرسوا صحيفة كاملة لنشر
بعض الرسوم التي تسيئ لمقام النبوة .. فهم لازالوا يعتقدون أنهم في إطار حرية
رأيهم .. وحرية فكرهم ..
للأسف الشديد حصلت الكارثة بعد ذلك .. مثلي
ومثل الكثير .. حزنا جدًا للمشهد المؤسف .. وللعملية الإرهابية التي راح ضحيتها
العديد من الصحفيين .. مما أدى ذلك لزيادة الوضع سوءًا
ثم إزداد الوضع أكثر سوءًا بوضع أيدي العرب
والمسلمين بيد قتلة الأطفال .. من باب المجاملة على حساب الدين .. ومن باب
المجاملة لإيصال رسالة "معًا ضد الإرهاب" .. لا يختلف إثنان أن الإرهاب
لادين له .. وأن من قام بتلك الفعله جبان .. وأنه لادين في الدنيا يعزز مفهوم قتل
الآخرين ..
الذي يجب أن يصل لهم .. أننا الرسول – صلى الله
عليه وسلم – هو حبنا في الدنيا والآخرة .. وهذا ما يفتقدونه هم .. ويعتقدون أن
إيماننا بالله ورسوله مجرد شعار كشعاراتهم بعد أن طمست هويتهم الدينية .. إننا
ولله الحمد شعب إسلامي رُبي على حب الله ورسوله .. نعم معظما يذنب ويعصي خالقه
لأننا بشر خطاؤون .. لكن الخط الأحمرلنا عقيدتنا .. فمهما وصلت مراحل المسلم من
العصيان لنجده يخاف أن يشرك بخالقه .. ويخاف أن يكفر برسوله .. لأن هناك قلب لا
يمكن أن ينسى من أحبه .. يجب أن يفهموا ويدركوا .. أن حرية الرأي لا يمكن أن تكون
بالتعدي على حريات الآخرين .. حتى وإن ماتت غيرتهم على دينهم ..
كان من الأولى على حكوماتنا عدم المشاركة
ومناقضة نفسها .. فكان من الأولى تسجيل موقف من مشاركة الحكومة الإسرائلية ..
وإعلان موقف عدم المشاركة في ظل وجود "إرهابيين" ..
فالمشاركة صحيح أنها تسجل موقف أنك ضد
الإرهاب .. ولكنك لا تنسى أسباب الإرهاب .. فمشاركتك لن تحل القضية أصلا فأنت فقط
تجامل!
ماكان يجب فعله هو التوعية من الإرهاب ..
ونشر محاولة تبيان سماحة الإسلام وأنه بريئ من تلك الهجمات .. والتوعية أيضًا حول
ضبط النفس .. والأهم من ذلك كله تبيان مدى حب المسلمين لمقام النبي صلى الله عليه
وسلم .. ومدى حرص الحكومات على مقامه .. وأن التعرض له سيكلف الكثير .. من هدم
علاقات مع دول .. ومن ذلك سيكلف تلك الدول على سن قوانين تكفل إحترام الأديان
الأخرى ..صحيح أنهم لا يحترموا دينهم ولا رسولهم أصلا .. فذلك لا يعني التعدي
والتطاول على مقام إمام المسلمين ..
No comments:
Post a Comment